اعراض سرطان الثدي مع الرضاعه

يعتبر ظهور كتلة أو أكثر في الثدي أثناء الرضاعة حالة شائعة بين العديد من النساء المرضعات، وغالباً ما يسبب قلقاً شديداً لديهنّ حيال نوع هذه التلة ونسبة الخطورة التي قد تحملها. لذلك سنسعى من خلال هذا المقال إلى تزويدك بأهمّ المعلومات التي يجب أن تعرفيها حول هذا الموضوع الذي يمسّ معظم الأمّهات.

يظل سرطان الثدي أحد أخطر الأمراض التي تصيب المرأة في العصر الحديث، ويكمن سر خطورته في عدم وجود أي أعراض له سوى وجود كتلة متجمدة في أحد الثديين أو كلاهما، وعادة لا تكون هذه الكتلة مؤلمة ما يؤدي إلى عدم اكتشاف المرض مبكرًا، وبالتالي صعوبة المعالجة الفعّالة والحد من مضاعفات المرض.

ورغم جهود العلماء في البحث عن طرق فعّالة لمقاومة المرض؛ إلا أن معظمها اقتصرت على محاولة وقف المرض في مراحله المتأخرة دون النجاح في التوصل لطرق جديدة من شأنها اكتشاف المرض في مرحلته المبكرة.. غير أن باحثين أميركيين قدموا مفاجأة للعالم مؤخرا، بالإعلان عن طريقة جديدة من شأنها التنبؤ بهذا المرض قبل حدوثه بسنوات.

الطريقة العلمية الجديدة ترتكز على حليب الأمهات المرضعات، حيث قال الباحثون الأميركيون إنه يساعد ذات يوم على تقدير المخاطر المستقبلية الخاصة بفرص الإصابة بهذا المرض، ومن المنتظر أن يقوم فريق بحثي بجامعة «ماساتشوستس أمهيرست» بإجراء سلسلة من التجارب لتحديد الجينات التي تشير إلى التغيرات السرطانية المسبق حدوثها في خلايا الثدي.

ووفق ما ورد عن الفريق البحثي فإن ما أعلن عنه يعد خطوة مهمة ومحورية لمنع الإصابة بالسرطان، لافتين أن أساليب الكشف المتبعة الآن مثل غسل الجزء الأنبوبي «القناة»، وكذلك فحص «الحلمة» يسفران عن عدد قليل للغاية من الخلايا بدلاً من الملايين المتاحة من تجميع حليب الأم، موضحين أن حليب الأم يحتوي على مسح للخلايا من جميع الغدد الموجودة في الثدي على العكس من باقي الطرق المتبعة حالياً.اعراض سرطان الثدي مع الرضاعه

طرق حديثة

وقبل تعليقه، على ما أورده الفريق البحثي الأميركي.. يقول د. أسامة صلاح أستاذ النساء والتوليد: إن هناك العديد من الطرق القديمة والحديثة التي ابتكرت من أجل الكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي، خاصة أن المرض لا يعبر عن نفسه إلا في مراحل متأخرة.. لافتا أن الكشف المبكر يعتمد على عدة عوامل منها تاريخ المرض، سن المريضة، نوع الرضاعة، ووجود بعض المورثات «الجينات» التي تساعد على حدوث المرض لدى السيدة من عدمه، بالإضافة إلى بعض الممارسات الحياتية الخاطئة.

ومع تعدد الطرق العلمية يشير إلى أن الفحص الدوري الشهري للثدي بواسطة السيدة نفسها هو أسهل وأرخص طريقة تساعد على التشخيص المبكر لهذا المرض، أما في الحالات العالية الخطورة فيتم عمل أشعة «إكس» على الثدي، بالإضافة إلى فحص الموجات فوق الصوتية مرة كل سنة أو ثلاث سنوات، وذلك حسب كل حالة، فضلاً عن أن هناك بعض التحاليل أو دلالات للأورام، والتي تساعد على التشخيص والمتابعة للمرض إذا كان قد تواجد أو عاد مرة أخرى، وكل هذه الفحوصات تكون بعد تواجد المرض، وليس للتنبؤ بحدوث المرض.

من هذا المنطلق ـ والكلام لأستاذ النساء والتوليد ـ تتضح أهمية ما كشف عنه الفريق البحثي الأميركي من حيث إمكانية الاكتشاف المبكر عن سرطان الثدي عن طريق حليب الأم الذي يعتمد على ما نطلق عليه نحن الأطباء «أركارو» أي مسح للخلايا من جميع الغدد الموجودة في الثدي.

ولمزيد من التوضيح يقول: إن حليب الأم المرضع يحتوي على العديد من الخلايا التي تتساقط من القنوات اللبنية أثناء الرضاعة..

وبفحص هذه الخلايا من خلال وضع مادة «ميثايل» على الخلية يمكن معرفة نوعها وفرص إصابتها بالمرض، موضحا أنه إذا أظهرت الخلايا أن لديها القدرة على الانقسام والتكاثر بدون ضوابط أو راجع فإن خلايا هذه السيدة لديها القدرة على التحول إلى خلايا سرطانية في المستقبل، لكنه يعود ويؤكد أنه ليس حتما الإصابة بالمرض إذا تبين أن لدى الخلايا القدرة على الانقسام السرطاني، ولكن تكون بوادر لاحتمالية الحدوث.

95 نسبة الشفاء

د.ياسر أبو الوفا ـ استشاري النساء والتوليد أكد بدوره أن هناك علاجات حديثة ترفع من نسبة الشفاء وتسهل اكتشاف المرض مبكرًا، لكن ركز حديثه على الفحص الذاتي من خلال الانتباه إلى وجود كتل صغيرة في بعض المناطق من الصدر، وجسها باليد بعد تكرار الوخز فيها، وذلك بعد انتهاء الدورة الشهرية بـ «7» أيام.

موضحًا أنه بإمكان هذه الطريقة البسيطة أن تؤدي إلى اكتشاف المرض مبكرًا، وبسؤاله عن الأسباب الحديثة المؤدية للإصابة بالسرطان قال إن الغالبية العظمى من الإصابات بهذا المرض تحدث لدى النساء اللائي تجاوزن سن الـ 5 عامًا، ما يعني أن العمر يلعب دورا مهما في الإصابة، لكن هناك أسباب أخرى تتعلق بوجود عوالم وراثية مسرطنة عند المرأة في العائلة؛ أو تناول حبوب منع الحمل لأكثر من خمس سنوات متواصلة.

ويعود استشاري النساء مجددًا للتأكيد على ضرورة الاهتمام بالكشف المبكر عن هذا المرض، موضحا أن نسبة الشفاء تصل إلى 95% في المرحلة الأولى حيث يكون حجم الورم (ا) سم، وعدد الخلايا الخبيثة فيه إلى مليون خلية، لكن في المرحلة الثانية يكون حجمه 5 سم، وبالتالي تقل نسبة الشفاء إلى8%، ثم تقل النسبة إلى 5% في المرحلة الثالثة، أما المرحلة الرابعة فتصل إلى15% والمدة التي يستغرقها الورم لكي يصل إلى المرحلة الرابعة تصل إلى 12 عامًا.

السرطان المقيم لا ينتقل للأنسجة

د.أحمد رضوان ـ أستاذ جراحة الأوعية يقول: إنه يمكن الربط بين ما توصل إليه الباحثون عن حليب الأم والهرمونات التي تتواجد بنسبة كبيرة في المرأة.. ويوضح أن سرطان الثدي ينقسم إلى نوعين: سرطان غازي والثاني سرطان مقيم ثابت، لافتا أن السرطان المقيم لا ينتقل إلى الأنسجة المحيطة به، فإما أن يكون مقيمًا في القنوات، أو يكون مقيمًا ضمن الفصوص، لكن على العكس من ذلك يبدأ سرطان القنوات الانتقال في القنوات «الممرات التي تنقل الحليب»، ويمكن أن يتحول إلى سرطان غازي إذا لم يتم علاجه.

وبهذه الطريقة، التي يذكرها أستاذ الجراحة العامة، تم البحث في حليب الأم، وذلك لأنه ينزل من قنوات لبنية يخرج منها أيضا الورم.

خدمة: دار الإعلام العربية

1

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *